من المشاريع المقاولاتية البارزة في ولاية معسكر، مشروع “وصلي” الذي تمكن من الوصول إلى 22 ولاية أخرى في البلاد، بعد أربع سنوات من بدء نشاطه الخدماتي.
يروي مالكه الشاب حداد بوزيان، كيف لم يكن حجم المدينة عائقا أمام طموحه، فقد انبثق مشروعه من مدينة معسكر، التي لم تشهد من قبل مشروعا خدماتيا في مجال التوصيل، ولكن مع انتشار وباء كوفيد 19، وزيادة استخدام الوسائل الالكترونية من قبل الجزائريين في التسوق عبر الانترنت، استطاعت مؤسسة “وصلي” العاملة في مجال الخدمات، أن تحقق نتائج إيجابية مذهلة، حيث بدأت بتنفيذ فكرة مشروع بسيط لخدمة توصيل الوجبات من المطاعم ومختلف المنتجات، في بداية انتشار فيروس كوفيد 19 عن طريق الاتصال الهاتفي أو الالكتروني.
يشرح مؤسس “وصلي”، أن الفكرة كانت تهدف إلى ربط المنتج بالمستهلك بواسطة وسائل وتقنيات سهلة، وسرعان ما أصبحت مشروعا ناجحا في ظل الطلب المتزايد على هذا النوع من الخدمات، ونجحت في غضون 4 سنوات من إطلاق المشروع، في الوصول إلى 22 ولاية عبر الوطن، بالإضافة إلى أنها فتحت 1000 منصب عمل غير مباشر، من خلال جذب جمهور كبير من العاملين في مجال التوزيع والخدمات، بطريقة متوازية.
إقرأ أيضا:
7 مزايا للتجارة الإلكترونية تجعلك تتخلى عن البيع التقليدي
يتحدث حداد بوزيان، عن تجربته الناجحة التي اعتمدت على التطوير والابتكار في تلبية احتياجات سوق الخدمات، ويقول إنه يجب على الشباب أن يتخلصوا من الأفكار النمطية التقليدية في إنشاء المشاريع أو تطوير أفكارهم والبحث عن وظائف، وأن يبدأوا بالتخلي عن فكرة الحصول على الدعم وانتظار أن “يفرش لهم البساط الأحمر في بداية الطريق”، مضيفا أن فكرته قبل أن تصبح مشروعا معتمدا من طرف وزارة المؤسسات الناشئة، زادت مداخيلها من 20 مليون سنتيم شهريا إلى 200 مليون سنتيم شهريا، بعد توسع المشروع الذي يشغل حاليا 1000 متعامل في مجال التوزيع، في مناطق مختلفة من الوطن، بما فيها عشر ولايات غربية.
ولم يكتف خريج جامعة معسكر في تخصص الإعلام الآلي، بإنشاء هذه المؤسسة الخدماتية وجني أرباح مهمة، بل سعى إلى التفكير في التطوير التقني لوسائل الاتصال والتواصل الخدماتي، مبتكرا تطبيقا الكترونيا يقدم من خلاله منتجات خدماتية متعددة، نظرا للاستخدام الواسع للهواتف الذكية في المجتمع، ويقول إن التقنيات التكنولوجية التي دخلت في عمل مؤسسته مكنته من الحصول على استثمارات جديدة مع شركات ومؤسسات تجارية ومصرفية بموجب اتفاقيات عمل وشراكة.
يعتقد حداد بوزيان، أن هناك عوامل عديدة تشجع على الاتجاه المقاولاتي وإنشاء مؤسسات صغيرة أو ناشئة، تساهم في الفاعلية الإنتاجية للاقتصاد الوطني وتتناسب مع النموذج الاقتصادي الجديد المتبع، من بينها الإعلان عن صيغة المقاول الذاتي، التي ستسمح بجذب كتلة ضخمة من اليد العاملة في مجالات وأنشطة مختلفة لم تكن مرتبطة بالسجل التجاري، بإجراءات سهلة ومبسطة، حيث تهدف مؤسسته الناشئة، إلى توعية العاملين والشركاء بأهمية هذه الصيغة الجديدة والمفهوم الجديد، للمقاول الذاتي، والتي ستفتح آفاقا واسعة أمام الشباب الراغبين في تطوير كفاءاتهم وقدراتهم العملية.
