fbpx

التجارة الإلكترونية وأدواتها المتطورة

ازدهار التجارة الإلكترونية السريع قاد إلى تغيير تعاملات البيع والشراء وطرق البيع ونقاطها للكثير من المحلات والأسواق، لذا فالتجارة اليوم لم تعُد كما كانت في السابق «تقليدية»، وعليه لم يعُد لمَن يريد فتح مشروع تجاري أن يعمل وفق دراسة جدوى للسوق المحلية تتضمن نِسب النجاح معتمدة على المكان والمواد وحاجة السوق والقوى الشرائية في المنطقة المراد فتح المشروع عليها ونوعية المواد وأصناف الماركات والأسواق التي يجب التعامل معها والخامات وجودتها، فقد اختلف الأمر هذا كله، واختلفت معه المعايير واللوجستيات والبنى التحتية لمثل هذه المشاريع، حتى نمط الشراء ونوعيته اختلفت.

اليوم من يرد فتح مشروع تجاري فعليه أن يكون متفهمًا لمعنى التجارة الإلكترونية وأدواتها وهذا هو الأهم، عليه أن يكون فاعلا في عملية التواصل والتوصيل، وهي الأدوات الرئيسية في المشروع المستقبلي، عليه أن يعرف كيفية إدارة الطلبات قبل أن يعرف كيفية البيع، وعليه أن يعتمد على التسويق للفئة معتمدًا على طريقة التقديم وليس ما يقدم، وهنا يكون الابتكار في التقديم قد يجعل أفضلية للمستهلك في السوق الإلكترونية وليس فقط الجودة أو المواد؛ إذ إن المستهلك يتسوق خلف الشاشة ويستخدم حاستين النظر والسمع فقط وليس اللمس والشم كما في السوق التقليدية، لذا يكون التسويق متوافقا مع الحاستين، وكلما أبهرتهما كان التسويق أكثر نجاحا، وأضف إلى ذلك التفاضل والتنافس في الأسعار التي تكون عادة هي من تحسم الذوق العام وتوجهه، وبات عامل التوقيت وتسليم الطلبات في الوقت المحدد هو معيار الجودة، وهو ما يحسم تكرار التجربة وبالتالي يصنع السمعة التجارية.

لذا فإن أسواق «لوجستيات» التجارة الإلكترونية باتت هي الأخرى مزدهرة اليوم، كمواد التخزين والتغليف وشركات الاتصال وتطبيقاتها، وشركات التوصيل والشحن.

واليوم في السوق العالمية يتم استخدام «Chatbots» روبوتات المحادثات لإنجاز الطلبيات والرد على الاستفسارات ومتابعة عمليات البيع وما بعد البيع وعمليات الاسترجاع والاستبدال، ووفقا لتقارير حديثة فإن نجاح هذه التجربة قد رفع معدل الإنفاق على عمليات الشراء في السوق الإلكترونية وضاعفه، وقد تنتشر في بيئتنا قريبا، فهي تقتصر على شركات الاتصال وبعض الشركات الكبيرة الأخرى ولا تتمتع بقبول في مجتمعنا إلى الآن، فهي أشبه بالرد الآلي الذي لا يساعد في حل مشكلة ليست موجودة في الخيارات الآلية.

ولكن اليوم تعتبر التجارة الإلكترونية أحد أبرز الأسواق التنافسية وقطاعا مهيمنا على التجارة الخارجية، ويمكن ملاحظة ذلك فيما يحدث من مناوشات بين الصين والولايات المتحدة بعد هيمنة الصين على التجارة الإلكترونية عالميا، ليس هذا فحسب، بل إن المستهلك الأول للسوق الصيني إلكترونيا هي نفسها الولايات المتحدة، مما دعا الأخيرة للتضييق على نقاط البيع الإلكترونية ومنصات تجارية صينية، قاد ذلك وزارة التجارة الصينية للرد على هذه المضايقات.

ولكن كل تلك المضايقات لا تغيّر الواقع وهو: على الرغم من التطور التكنولوجي أمريكي في الأساس، إلا أن البنى التحتية الصينية للتجارة الإلكترونية المتطورة تفوقت وهيمنت ومن ثم قادت للتقدم الكبير.

تابعوا آخر المقالات عن التجارة الإلكترونية عبر Google newsPhoto of White Beach in Boracay, Philippines
المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع تخيل Takhail لـ التجارة الإلكترونية.