إن بدء مشروع تجاري على الإنترنت هو خيار ممتاز لمن يسعون إلى تحقيق الاستقلال المالي وضمان مصدر دخل مستقر يزداد مع تحسين مهاراتهم في المجال.
هناك العديد من النماذج الناجحة لأشخاص من مختلف الأعمار والأجناس، تمكنوا في فترة قصيرة من أن يصبحوا رواد أعمال متميزين. ونقلوا حياتهم من حالة من الفقر والمعاناة، إلى حالة من الغنى والرخاء بفعل إنجازاتهم في إحدى مجالات التجارة الإلكترونية.
فما هي التجارة الإلكترونية بالضبط؟ وما هي أنواعها وفوائدها؟ وكيف يستطيع الشخص أن يدخل عالم التجارة الإلكترونية وينجح فيه؟ هذه أسئلة تحظى بإهتمام كبير من قبل مستخدمي محركات البحث نظراً للتطور الهائل الذي شهده هذا القطاع في السنوات الأخيرة. وفقاً لتقرير من “eMarketer”، من المتوقع أن يبلغ حجم المبيعات العالمية للتجارة الإلكترونية 6.388 تريليون دولار بحلول عام 2024. كما أشارت منصة “EcommerceDB” في تقرير حديث، إلى أن إيرادات التجارة الإلكترونية في المغرب وحدها، ستصل إلى نحو 3.1 مليار دولار، أو ما يوازي 31.7 مليار درهم، بحلول عام 2027.
محتويات
Toggleما هي التجارة الإلكترونية؟
التجارة الإلكترونية (E-commerce) هي مجموعة من العمليات التي تتيح للمشترين والبائعين التعامل في المنتجات أو الخدمات عن طريق الإنترنت، وتضم كافة النشاطات التجارية التي يمكن إجراؤها عبر الشبكة العنكبوتية، مثل البيع بالجملة والتجزئة، والبيع المباشر، والمزادات الإلكترونية، والإعلان والتسويق، وخدمات العملاء، والمعاملات المالية الإلكترونية بين الأفراد أو الشركات.
ظهرت التجارة الإلكترونية كمفهوم جديد في عالم الاقتصاد مع انتشار الإنترنت في أوائل التسعينيات. ولكن في الواقع، فإن كل ما شهدته التجارة الإلكترونية من تقدم وانتشار قبل عام 2019، لا يقارن بما حققته في السنوات الثلاث الأخيرة بعد جائحة كوفيد-19، حيث أصبحت جزءاً أساسياً من الحياة اليومية، وأصبح للمستهلكين القدرة على شراء كل ما يحتاجونه من خلال الإنترنت، دون الحاجة للخروج من المنزل.
وبهذا، أصبحت التجارة الإلكترونية حلاً فاعلاً للتكيف مع الوضع الجديد بفضل ما تتميز به من مزايا تفوق التجارة التقليدية.
مزايا التجارة الإلكترونية
التجارة الإلكترونية حققت نجاحاً باهراً بفضل مزايا كثيرة لم تكن موجودة في التجارة العادية. فالتسوق عن طريق الإنترنت أحدث ثورة في طريقة الشراء التقليدية، وزاد من شهرة وشعبية التجارة الإلكترونية مع الزمن. وأصبحت الآن، فرصة متاحة للجميع لأنها لا تحتاج إلى مهارات تجارية متخصصة أو استثمارات ضخمة. وهذه واحدة من مزاياها بين غيرها تنطوي على المستهلك والتاجر على حد سواء. وفيما يلي، بعض هذه المزايا الأخرى:
توفير الوقت والجهد
الإنترنت أصبح الآن، وسيلة مريحة للمستهلكين للعثور على المنتجات التي يحتاجونها، ومن ثمّ إتمام عملية الشراء بسرعة دون الحاجة للخروج من المنزل أو العمل والتوجه إلى المتاجر الحقيقية والانتظار في صفوف الدفع.
تزويد الزبائن بمعلومات شاملة حول المنتجات
بخلاف التجارة العادية، تمكن التجارة الإلكترونية العملاء من الحصول على معلومات دقيقة ومفصلة لمجموعة كبيرة من المنتجات أو الخدمات بواسطة الأدوات التي يوفرها المتجر الإلكتروني بطريقة سهلة، مثل:
توصيف المنتج:
يمكن من خلال مساحة مخصصة لكل منتج إبراز الخصائص الأساسية للمنتج، والمعايير التقنية والتفاصيل الإضافية التي تجعله منتجا مغريا للشراء.
الصور والفيديوهات:
الصور والفيديوهات تساعد على وصف وشرح المنتج بشكل أفضل وأوضح. يمكن إلتقاط صور بجودة عالية للمنتج من كل الاتجاهات والنواحي، وعرض فيديو يبين طريقة استخدام المنتج بسهولة.
التقييمات والمراجعات:
العملاء يستطيعون أن يشاركوا آراءهم حول المنتج الذي اشتروه، مما يمكن من الحصول على صورة واضحة عن نقاط قوته وضعفه. وهذا يفيد الآخرين في اتخاذ القرار الصحيح بخصوص شرائه.
سهولة المقارنة وحرية الاختيار:
التجارة الإلكترونية تسهل على المستهلكين مقارنة الأسعار والمنتجات بشكل فعال، وتعطي العملاء حرية الاختيار والتعرف على مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات بكل انسيابية.
تخطي الحواجز الجغرافية ووصول أكبر إلى الجمهور:
التجار الإلكترونيون يستطيعون الآن، الوصول إلى عملاء من جميع أنحاء العالم بسهولة دون قيود جغرافية، مما يرفع من مستويات المبيعات والأرباح.
تكلفة أقل وفرص شغل متجدّدة:
من الممكن أن تسهم التجارة الإلكترونية في خفض التكاليف الإدارية والتشغيلية للشركات، بسبب عدم الحاجة إلى إنشاء متاجر حقيقية في أماكن متعددة أو توظيف عمال إضافيين. وهذا يعني أن الشركات يمكنها أن تقدم أسعاراً أقل وأكثر جاذبية للعملاء. كما أن التجارة الإلكترونية تفتح أبواباً جديدة للعمل في مجالات مرتبطة بها، مثل إنشاء الإعلانات ومتابعة الطلبيات ونقل البضائع وتسليمها وغيرها من الخدمات.
مراقبة وتحليل البيانات:
بفضل التجارة الإلكترونية، يصبح للتجار إمكانية الوصول إلى البيانات وتحليل سلوكيات العملاء ومعرفة ما يريدون. وهذا يساعدهم على تطوير خدماتهم ومنتجاتهم واستهداف الجمهور المناسب بطرق تسويقية فعالة.
جودة خدمة العملاء:
التجارة الإلكترونية تمكن الشركات من تقديم خدمة عملاء أفضل، بواسطة إتاحة الدعم الفني الإلكتروني، والتواصل مع العملاء بسهولة وسرعة في أي وقت يحتاجونه.
خيارات دفع متعدّدة:
التجارة الإلكترونية تمنح العملاء حرية الاختيار بين طرق الدفع المختلفة التي تلبي احتياجاتهم وتفضيلاتهم. وهذا يجعل عملية الشراء أكثر مرونة وراحة للعملاء. كما أن هذا يؤثر بشكل إيجابي على تجربة التسوق الإلكتروني بشكل عام.
احتمالية الربح على مدار الساعة:
التسوق الإلكتروني يسمح للعملاء بالوصول إلى المنتجات التي يبحثون عنها في أي وقت يشاؤون، سواء كان ذلك نهاراً أو ليلاً، أو في أي يوم من أيام الأسبوع. وهذا يعني أنهم لا يحتاجون إلى الالتزام بساعات العمل الثابتة للمتاجر العادية. كما أن هذا يفتح المجال للتاجر لزيادة دخله بدون الارتباط بتوقيت محدد.
إدارة ومعالجة عدد أكبر من الطلبيات:
المتجر الإلكتروني يوفر أدوات متعددة لمعالجة الطلبيات بسرعة وسلاسة، من خلال تطبيقات وخيارات مختلفة، مثل متابعة حالة الطلبية ومدى توفرها في المخزون، والتواصل مع شركات الشحن لإبلاغ العملاء عن مواعيد التسليم، ومراجعة حالة الدفع لكل طلبية ببساطة، وغيرها من الخطوات التي تتناسب مع نوع التجارة الإلكترونية التي تمارسها.
أنواع التجارة الإلكترونية
عندما نسمع كلمة التجارة الإلكترونية، قد نفكر فوراً في تلك العملية التي تتضمن شراء المنتجات أو الخدمات من متجر إلكتروني، والتي تشمل أيضاً شحنها واستلامها ودفع ثمنها عن طريق وسيلة دفع محددة، وهذا كل شيء!
ولكن هذا النموذج ليس هو الوحيد في مجال التجارة الإلكترونية، بل هناك أنواع أخرى من التجارة الإلكترونية بجانب هذا الشكل، والتي تسمى بالتجارة الإلكترونية بين الشركات والمستهلكين (B2C)، وهي كالتالي:
التجارة الإلكترونية بين الأفراد أو ما يعرف بالتجارة من مستهلك إلى مستهلك (C2C)
هذا النوع من التجارة الإلكترونية يتمثل في بيع وشراء المنتجات والخدمات بين العملاء مباشرة. وغالباً ما تحدث هذه العملية عن طريق منصات إلكترونية، مثل المواقع الإلكترونية التي توفر خدمات البيع والشراء، والمواقع الإلكترونية التي تنظم المزادات، وحتى المتاجر الإلكترونية التي تهتم بهذا الشكل من التجارة. وتشمل التجارة الإلكترونية (C2C) أنواع متنوعة من المنتجات، مثل الأثاث والإلكترونيات والملابس والكتب والأدوات المنزلية وغيرها. وتعتمد هذه النوعية من التجارة على ثقة العملاء ببعضهم البعض، وتمكنهم من تبادل المنتجات والخدمات بدون الحاجة إلى وسيط تجاري.
التجارة الإلكترونية بين الشركات (B2B)
هذا النوع من التجارة الإلكترونية ينطوي على بيع وشراء المنتجات والخدمات بين الشركات والمصانع، حيث تبيع شركة المنتجات لشركة أخرى لتستخدمها في نشاطها التجاري. وعادة ما تتم هذه الصفقات تجارية بين الشركات التي تعمل في مجال متشابه. وتتضمن هذه الصفقات شراء المواد الخام والمنتجات الجاهزة والمعدات وغيرها من السلع، وكذلك الخدمات المختلفة.
التجارة الإلكترونية بين المؤسسات الحكومية والمواطنين (G2C)
هذا النوع من التجارة الإلكترونية ينطوي على تقديم الخدمات والمعاملات الحكومية للمواطنين عن طريق الإنترنت. ويتضمن ذلك أنواع متنوعة من الخدمات الحكومية مثل الحصول على التصاريح والرخص والشهادات، والسداد للرسوم والضرائب والغرامات، والاطلاع على حالة الطلبات والمعاملات الحكومية عبر الإنترنت، وغيرها من الخدمات التي توفرها الحكومة للمواطنين في هذا المجال.
التجارة الإلكترونية بين الشركات والحكومات (B2G)
هذا النوع من الأعمال التجارية يخص المناقصات والمزايدات والتعاقدات الحكومية فقط، وهو يتضمن التفاوض والتعاون بين الشركات والحكومات لتوفير الخدمات والمنتجات التي تحتاجها الحكومة.
التجارة الإلكترونية بين المستهلكين والشركات (C2B)
هذا النموذج يسمى التجارة الإلكترونية من المستهلك إلى الشركة، وهو يشير إلى عمليات البيع والشراء التي تحدث بين المستهلكين والشركات عبر الإنترنت. في هذا النموذج، يقوم المستهلكون بعرض ما لديهم من منتجات أو خدمات على المنصات الإلكترونية التي تربطهم بالشركات المهتمة بما يقدمونه. بعض الأمثلة على هذا النموذج هي: الإعلانات التي يقوم بها المشاهير أو المؤثرين للشركات، التصاميم الجاهزة التي يبيعها المصممون للشركات، وغيرها من السلع والخدمات التي يقدمها المستهلكون للشركات بطريقة معكوسة.
وفيما يتعلق بالمتاجر الإلكترونية، فهناك تصنيف آخر يهمها، وهو تصنيفها حسب نوع المنتجات أو الخدمات التي تبيعها عبر الإنترنت. فهناك متاجر إلكترونية تبيع منتجات ملموسة، مثل الملابس والأجهزة والكتب، وهناك متاجر إلكترونية تبيع منتجات غير ملموسة، مثل البرمجيات والموسيقى والخدمات الاستشارية. كما هناك متاجر إلكترونية تبيع مزيجاً من المنتجات الملموسة وغير الملموسة، مثل موقع أمازون.
أنواع المتاجر الإلكترونية
التسوّق عبر الإنترنت هو عملية شراء وبيع السلع والخدمات عن طريق الشبكة العنكبوتية. ومع ازدياد الاهتمام بهذه العملية، ظهرت أشكال متعددة من المتاجر الإلكترونية التي تستهدف فئات متنوعة من العملاء والموردين. ومن أهم هذه الأشكال ما يلي:
متاجر التجزئة للبضائع العامة (General merchandise retail stores):
هذه الأشكال من المتاجر الإلكترونية تسمى المتاجر الإلكترونية الشاملة، وهي تتميز بتقديم تشكيلة كبيرة ومتنوعة من السلع والمنتجات التي تناسب اهتمامات واحتياجات العملاء المختلفة. من بين هذه السلع والمنتجات، نجد: الأزياء والملابس، والأجهزة الإلكترونية والكهربائية، والأدوات والمستلزمات المنزلية، والمجوهرات والإكسسوارات، والأدوات والمعدات الرياضية، وغيرها الكثير.
المتاجر الإلكترونية الخاصة بالخدمات (Service-based online stores):
هذه الأشكال من المتاجر الإلكترونية تسمى المتاجر الإلكترونية الخدمية، وهي تتميز بتقديم خدمات متنوعة ومتخصصة عن طريق الإنترنت. في هذا النموذج، لا تبيع المتاجر منتجات ملموسة، بل تقدم خدمات تعتمد على المهارات والخبرات والمعرفة. من بين هذه الخدمات، نجد: التدريب والتعليم عن بعد، والتصميم الجرافيكي، والاستشارات القانونية والمالية، وتطوير البرمجيات وتصميم المواقع الإلكترونية، والترجمة، وتدريب اللياقة البدنية، وتصميم الأزياء، وتصميم الديكور الداخلي، وغيرها الكثير.
المتاجر الإلكترونية الخاصة بالمنتجات الرقمية (Digital Poducts Providers):
هذه الأشكال من المتاجر الإلكترونية تسمى المتاجر الإلكترونية الرقمية، وهي تتميز بتقديم منتجات لا تحتاج إلى شحن أو توصيل، بل يمكن للعملاء شراؤها وتحميلها مباشرة على أجهزتهم الذكية. من بين هذه المنتجات، نجد: الألعاب والكتب الإلكترونية والبرمجيات وتطبيقات المحمول، والموسيقى والأفلام والدورات التدريبية والصور الفوتوغرافية والقوالب الجاهزة في مختلف مجالات التصميم، وغيرها من المنتجات الرقمية.
كيف يمكن لأي شخص مزاولة التجارة الإلكترونية؟
التجارة الإلكترونية هي فرصة رائعة للشباب الطموح لتحقيق أحلامهم وتحسين حياتهم من خلال إنشاء مشاريعهم الخاصة وتوفير فرص عمل. أي شخص لديه رغبة في الأعمال التجارية يستطيع الآن أن يبدأ متجره الإلكتروني بسهولة ويسعى لجعله ناجحًا.
أنت أيضًا، يمكنك الاستفادة من التجارة الإلكترونية وزيادة دخلك ببيع ما تشاء من سلع أو منتجات، سواء كانت متنوعة أو محددة، أو تقديم خدمات أو خدمة معينة، أو حتى استثمار وقتك في فكرة تجارية مبتكرة ومربحة.
هل سمعت بقصة روبرت صموئيل، المعروف بجليس الطوابير؟
قصة روبرت صموئيل، الذي يعمل كـ«جليس طوابير» في نيويورك. هو مؤسس شركة “سولد”، التي تقدم خدمة مبتكرة للوقوف في الطوابير نيابة عن الناس، وتحقيق أرباح من ذلك. يقوم روبرت صموئيل بالانتظار في الصفوف لشراء أي شيء، من الأشياء البسيطة إلى تذاكر الأفلام والحفلات. يحصل على 25 دولار للساعة الأولى و 10 دولارات لكل نصف ساعة إضافية، ويزعم أنه يكسب في بعض الأحيان 1000 دولار في الأسبوع الواحد من هذه الخدمة.
هذه القصة قد تكون مصدر إلهام لك إذا كنت تبحث عن فكرة تجارية جديدة ومبدعة، تستغل الحاجة أو المشكلة التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية. يمكنك أن تفكر في ما يمكنك تقديمه للناس مقابل المال، سواء كانت خدمة أو منتج، وكيف تستطيع الترويج لها والتميز بها عن المنافسين.
كيف أبدأ؟
في العادة الثانية من كتابه “العادات السبعة للناس الأكثر فعالية”، ينصح “ستيفن كوفي” بأن تكون لديك رؤية واضحة ومحددة لهدفك في الحياة، وأن تعمل وفقاً لهذه الرؤية في كل ما تفعله. يقول أنه يجب أن تبدأ بالنهاية في ذهنك، أي أن تتخيل كيف تريد أن تكون شخصيتك وحياتك وعلاقاتك، وأن تخطط لها بعناية قبل أن تنفذها. يقول أن هذه العادة هي عادة القيادة الشخصية، التي تمكنك من تحديد مسارك واتخاذ القرارات الصحيحة والتركيز على الأولويات.
يقول أن هذه العادة تستند إلى مبدأ أن كل شيء يخلق مرتين، مرة في العقل ومرة في الواقع، وأنه من الأفضل أن تكون أنت المبتكر الأول لحياتك، وليس الظروف أو الآخرين. يقول أن هذه العادة تساعدك على تحقيق الفعالية والإنجاز والرضا في حياتك.
“ابدأ والنِهاية في ذِهنك”
يساعد هذا الأسلوب بالتأكيد، على تحديد أولوياتك والتركيز على الخطوات التي تساعدك على تحقيق هدفك، ويجنبك أيَّ نشاطٍ لا يؤدي في النهاية إلى هذا الهدف. نحن لا نحاول هنا أن نبيعك الوهم، إنما هي خطوات عملية ستساعدك على الانطلاق بثقة إذا قرّرت اتباعها.
الخطوة الأولى: اختيار فكرة مشروع
إذا كنت ترغب في إطلاق مشروع تجاري ناجح، فعليك أن تبدأ بتحديد فكرة تناسب شخصيتك وقدراتك. هناك العديد من المصادر التي يمكنك الاستعانة بها للحصول على إلهام، مثل الإنترنت، الأقارب والأصحاب، الخبراء في المجال الذي تريد العمل فيه، أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي. كما يمكنك أن تستند إلى السوق المستهدف الذي تخطط لخدمته بمنتجك أو خدمتك. المهم أن تختار فكرة واحدة، وأن تثق في قرارك. تذكر أن البداية دائما صعبة، وقد تواجه بعض العقبات والتحديات، لكن لا تيأس، فالمحاولة خير من الجلوس، والفشل مجرد تجربة ودرس.
لذلك، لا تنس أن تراجع فكرتك باستمرار، وأن تكون مستعدا لتغييرها إذا لزم الأمر، بناء على ما تتعلمه من خلال خطواتك الأولى.
الخطوة الثانية: بحث وتحليل السوق المستهدف
إن دراسة السوق وتحليلها هي خطوة أساسية قبل الشروع في أي مشروع تجاري. يجب أن تبحث عن الفجوة والطلب في السوق على ما تنوي أن تعرضه من منتج أو خدمة، وأن تعرف من هم منافسوك وما هي نقاط قوتك وضعفك.
الخطوة الثالثة: إنشاء متجر إلكتروني
لإنشاء متجر إلكتروني ناجح، يجب أن تتبع خطوات مهمة بعد تحديد فكرة مشروعك ودراسة السوق. لا تقلق، فليس عليك أن تكون خبيرا في التقنية أو التصميم، فهناك الكثير من المنصات التي تمكنك من بناء متجر إلكتروني احترافي بسهولة وسرعة. عليك فقط أن تقارن بين المنصات المختلفة، وتختار التي تناسب احتياجاتك وميزانيتك.
الخطوة الرابعة: تحديدة وسيلة الدفع
إحدى الخطوات الهامة التي يجب عليك القيام بها قبل إطلاق متجرك الإلكتروني هي اختيار بوّابة دفع آمنة وسهلة الاستخدام. فهذا يساعدك على تحسين تجربة عملائك وزيادة معدلات الإنهاء. ولأن هناك الكثير من الخيارات المتوفرة في السوق، يجب أن تختار البوّابة التي تناسب جمهورك وتقدم لهم خيارات متعددة للدفع. كما يجب أن تضمن أن صفحة الخروج تكون مرنة وسريعة.
الخطوة الخامسة: حجز اسم دومين خاص بك
اسم الدومين هو عنوان موقعك على الإنترنت، وهو يلعب دورا مهما في إظهار مصداقية واحترافية عملك. لهذا السبب، يجب عليك اختيار اسم دومين مناسب لمتجرك الإلكتروني، وحجزه قبل أن يسبقك غيرك. فبذلك، تسهل على عملائك الوصول إلى متجرك، وتحسن من ترتيب موقعك في نتائج البحث، وتبني هوية إلكترونية قوية لعملك، وتزيد من ثقة عملائك بمتجرك، بالإضافة إلى فوائد أخرى كثيرة.
الخطوة السادسة: اختبار المتجر
قبل أن تفتح متجرك الإلكتروني للجمهور، يجب عليك التأكد من أن كل شيء يعمل بشكل صحيح، وأن تعالج أيّ خلل أو نقص قد يؤثر على تجربة عملائك. اختبر موقعك من جميع الجوانب، وتحقق من سهولة الوصول إلى المنتجات والخدمات التي تقدمها، ومن سلاسة عملية الدفع والشحن. قم بعمل طلبات محاكاة وراقب كل خطوة من خطوات البيع حتى تصل الطلبيات إلى عملائك بنجاح.
بهذه الطريقة، تكون جاهزًا للترويج لعملك بكل ثقة وتضمن أن تكون جهودك مجزية.
الخطوة السابعة: وضع خطة تسويقية
التجارة الإلكترونية هي مجال مزدحم بالمنافسين، ولتنمو فيه يجب عليك وضع خطة تسويقية مدروسة تساعدك على جذب العملاء المهتمين وتحقيق أهدافك المحددة.
لهذا الغرض، عليك أن تبتكر حملات إعلانية جذابة وتستفيد من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق نتائج مميزة.
إقرأ أيضا:
بعض الأفكار التسويقية المبتكرة للنجاح كيف تجذب وتحتفظ على عملائك
الخطوة الثامنة: تأكيد الطلبيات
لا تعتقد أن البيع انتهى بمجرد تلقيك للطلبيات، بل عليك أن تجيد فن تأكيد الطلبيات مع عملائك، وأن تستغل كل مهاراتك لتمريرهم بأدب من مرحلة التحقق من الطلبية والتوصيل، إلى مرحلة البيع البديل (Upselling)، أو عرض خصومات ومزايا أخرى، ومحاولة الحصول على ربح إضافي من كل اتصال. فكل اتصال في مرحلة تأكيد الطلبيات هو فرصة لإقامة علاقة جيدة مع عملائك وجعلهم عملاء مخلصين.
الخطوة التاسعة: توفير خدمة الشحن
الشحن هو المرحلة الحاسمة في علاقتك مع عملائك، فإذا لم يتلقوا طلبياتهم في الوقت المناسب أو بالجودة المطلوبة، فقد تخسرهم إلى الأبد. لذلك، لا تستهين بأهمية اختيار شركة شحن وتوصيل موثوقة وسريعة، فهي شريكتك في تحقيق رضا عملائك ونجاح عملك.
الخطوة العاشرة: خدمة ما بعد البيع
لا تهمل أهمية العناية بعملائك بعد البيع، مهما كان نوع متجرك.
فالعملاء الراضون عن خدمة ما بعد البيع يميلون إلى العودة للشراء من نفس المتجر، وينشرون كلمة الثناء عنه للآخرين. وهذا يساهم في زيادة الإيرادات وتحسين سمعة المتجر، ويعزز العلامة التجارية للمشروع. وهذا يجعله عاملا مهما لنجاح أي مشروع تجاري على الإنترنت. كما أن تقديم خدمة ممتازة ما بعد البيع يمكن أن يخفض من نسبة الإرجاع ويطيل من مدة العلاقة بين المتجر وعملائه.
من الممكن أن نستنتج أن التجارة الإلكترونية تعتبر من أهم القطاعات التي تشهد نموًا وتطورًا مستمرًا في هذا العصر، وتوفر العديد من الفرص للشباب لبلوغ طموحاتهم المهنية والشخصية، و تمكّن الأفراد من العمل عن بعد وفي أي زمان، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمن يرغبون في عمل مستقل يساعدهم على تحسين حياتهم.
كل ما عليك فعله هو اتباع إرشادات واضحة وصبر كبير وعزيمة قويّة للمضي قدمًا.
اترك رد