نمو متزايد في معدلات الثقة بالمدفوعات الإلكترونية بالإمارات

وتأتي آراء المستهلكين تأكيداً للتوقعات التي ترجح استمرارية هذا التوجه مستقبلاً حيث قال 40 بالمائة من المشاركين إنهم يستبعدون استخدام ميزة الدفع عند الاستلام بينما رجّح 45 بالمائة منهم استخدام المدفوعات اللاتلامسية في المستقبل.

كما أظهر ثلثا المستهلكين “63 بالمائة” مستويات مرتفعة من الثقة تجاه استخدام المدفوعات الرقمية “المدفوعات اللاتلامسية والمحافظ الرقمية” عند التسوق في المتاجر ويعكس ذلك ارتفاعاً ملحوظاً منذ بداية الجائحة.

ومن أبرز الأسباب التي ذكرها المستهلكون لثقتهم بمنظومة المدفوعات اللاتلامسية.. الراحة “60 بالمائة” والسرعة “59 بالمائة” وتجنب التلامس البشري “56 بالمائة” بينما يفضلها 46 بالمائة لكونها تتيح لهم التحكم بالنفقات نظراً لبقاء البطاقة أو الهاتف المتحرك في يد المستهلك أثناء معاملة الدفع “48 بالمائة” وباعتبارها وسيلة دفع مبتكرة “48 بالمائة”.

وحظيت أنظمة المدفوعات التي تتيح التحقق عبر المقاييس الحيوية مثل المحافظ الرقمية بثقة كبيرة بين المستهلكين حيث قال أكثر من الثلثين “67 بالمائة” إنها آمنة وأفاد “60 بالمائة” بأنها توفر لهم قدرة كاملة على التحكم بعملية الدفع لكونها لا تفارق أيديهم أثناء المعاملة، ولا تضطرهم لتذكر كلمات المرور.

وبما أن المعرفة بالتقنيات التي توفر الحماية للمدفوعات الرقمية تسهم بدور محوري في تعزيز الثقة بين المستهلكين قال غالبية المستهلكين الذين يثقون بالمدفوعات الرقمية “52 بالمائة” إن معرفتهم بدور التقنيات المبتكرة مثل أنظمة الترميز في حماية مدفوعاتهم الرقمية تساهم بتعزيز ثقتهم في خيارات الدفع غير النقدية.

أما الذين لا يمتلكون معرفة كافية بهذه التقنيات فما زالت لديهم شكوك حول أمان المدفوعات الرقمية.

وعلى سبيل المثال يخشى 47 بالمائة من المستهلكين تعرض البطاقات اللاتلامسية المفقودة أو المسروقة لسوء الاستخدام نظراً لعدم معرفتهم بآلية عمل هذه التقنية “27 بالمائة”.

وتأتي هذه النتائج لتؤكد أهمية التوعية المتواصلة للمستهلكين حول ممارسات الدفع الرقمية الآمنة وبالتالي الحفاظ على ثقتهم.

وتتناول الدراسة تجارب المستهلكين مع الاحتيال أيضاً فقد قال 39 بالمائة من المستهلكين المشاركين أنهم تعرضوا لمحاولات الاحتيال عبر الإنترنت بينما تعرض نحو الربع “27 بالمائة” للتصيد الاحتيالي وأشارت نسبة تقل عن الخمس “19 بالمائة” إلى التعرض لمحاولات الاحتيال المتعلقة بالبطاقة الائتمانية وقال 17 بالمائة منهم إنهم تلقوا سلعاً مقلدة.

وفي حالات التعرض للاحتيال تشمل أهم الخطوات التي يتخذها المستهلكون: إبلاغ البنك “67 بالمائة” أو خدمة العملاء “58 بالمائة” وتغيير كلمة المرور/ رمز التعريف الشخصي “72بالمائة”. وتأكيداً على الثقة التي يوليها المستهلكون لسلطات إنفاذ القانون المحلية قال نصف المشاركين في الاستطلاع من الإمارات إنهم سيتواصلون مع السلطات المعنية في حال التعرض لمحاولات الاحتيال.

وفي هذا السياق قال العميد جمال سالم الجلاف مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي أن شبكة الإنترنت أصبحت وجهة مفضلة للمحتالين والقراصنة الطامعين باستغلال مخاوف المستهلكين وقلّة خبرتهم لاسيما أن الكثيرين يمضون أوقاتاً أطول على الإنترنت ومنهم من يستخدمه للمرة الأولى.

وأشار الى أنه انطلاقاً من إيمانهم الراسخ بأهمية التعاون بين الهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص والمجتمع المحلي في تعزيز وعي سكان الإمارات فإن شرطة دبي تتعاون مجدداً مع شركة “Visa” واقتصادية دبي ضمن مبادرة “ابق آمناً” سعياً لتعزيز جهودها الرامية إلى الحد من الجرائم الإلكترونية والاحتيال عبر الإنترنت في الدولة وبالتالي ضمان اقتصاد رقمي آمن للجميع.

وقال أحمد الزعابي مدير إدارة حماية المستهلك في اقتصادية دبي إن التسوق في دبي يقدم العديد من الفرص لإظهار ابتكارات منافذ البيع بالتجزئة حيث يتضمن مجموعة كبيرة ومتنوعة من التركيبة السكانية وشركات الأعمال وتركز اقتصادية دبي على جعل التسوق في المدينة تجربة ممتعة وقد استفادت من كل فرصة بما في ذلك زيادة التسوق عبر الإنترنت في أعقاب كوفيد-19 لتشجيع المستهلكين على الاستمتاع بمزايا التسوق غير النقدي والآمن.

ولفت الى أن الشراكة مع” فيزا” مكنتهم من تتبع سلوك المستهلك، معرباً عن سعادته برؤية الثقة في المدفوعات الرقمية تتزايد باطراد الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى تسريع التحول الرقمي المستمر في دبي.

وقال نيل فيرنانديز مدير إدارة المخاطر في” فيزا” الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. إن نتائج الدراسة أظهرت اعتماد المستهلكين بالكامل لأنظمة المدفوعات الرقمية خلال جائحة كوفيد-19 لكن هذا التحول لا يخلو من المخاطر، فقد سارع المحتالون إلى اغتنام انتقال المستهلكين إلى بيئة التسوق عبر الإنترنت للبحث عن فرصٍ تتيح لهم استغلال هذه التغيرات في طرق الدفع لقاء السلع والخدمات.

وأكد على أهمية استمرار توعية المستهلكين بسلوكيات الدفع الآمنة ويعود الفضل في تأكيد 1 من كل 2 من المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع على التواصل مع جهات إنفاذ القانون في حال التعرض للاحتيال إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها “اقتصادية دبي” و”شرطة دبي” شركاؤهم في الإمارات والتزامهم بالحفاظ على أمان المستهلكين وتمكينهم من استخدام المدفوعات الرقمية والمنصات الإلكترونية بكل ثقة.

من جهة أخرى يتعين على “فيزا” كقطاع معني بالمدفوعات مواصلة اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر وهنا يأتي دور حملتها المتواصلة “ابق آمناً” التي تندرج في إطار حرصها الدائم على التعاون مع جميع الأطراف المعنية في منظومة المدفوعات لتوعية المستهلكين بكيفية التحلي باليقظة والحذر ورصد حالات الاحتيال المحتملة، والخطوات التي ينبغي اتخاذها في حال تعرضهم لهذه التهديدات.

وتهدف الحملة إلى الارتقاء بممارسات المدفوعات الرقمية الآمنة وتذكير المستهلكين بكيفية حماية بياناتهم الشخصية حتى أثناء التمتع بمزايا الراحة والسهولة التي توفرها منصات التجارة الإلكترونية والمدفوعات اللاتلامسية.

وعلاوة على ذلك،تقدم الصفحة الإلكترونية لحملة “ابق آمناً” في دولة الإمارات مجموعة من النصائح المفيدة لمساعدة المستهلكين على تجنب التعرض للاحتيال إضافة إلى معلومات حول مزايا الأمان التي توفرها المدفوعات الرقمية.