يمكن للشابة الصينية، هوانغ وي، بيع أي شيء تجده أمامها، فعلى سبيل المثال، في أبريل الماضي، باعت هذه الشابة التي تبلغ من العمر 34 عاماً، المعروفة مهنيا باسم «Viya»، منصة إطلاق صواريخ مقابل 40 مليون يوان (5.6 مليون دولار)، كما أنها تدير تجارة إلكترونية عبر البث المباشر تبلغ قيمتها 60 مليار دولار، وفق ما ذكرته وكالة «بلومبرغ» الأميركية.
إن عرض التسوق المباشر عبر الإنترنت الذي تستضيفه هذه الشابة كل ليلة لمعجبيها في جميع أنحاء الصين هو عرض متنوع، جزء منه تجاري، وجزء آخر للدردشة الجماعية وقد استفادت من انتشار فيروس كورونا لتزيد حجم متابعيها ولتصبح مليونيرة وهي لم تتعد بعد 34 عاماً من عمرها.
أرقام قياسية في الشهر الماضي، حققت عددًا قياسيًا من الجمهور الذي يتابع بثها المباشر وصل إلى أكثر من 37 مليونًا، وهو أكثر من الحلقة الأخيرة من مسلسل «Game of Thrones« أو جوائز الأوسكار.
في كل ليلة، يضع جمهور «فييا» طلبات لمشتريات بملايين الدولارات، وتكون عادة لمستحضرات التجميل والأجهزة المنزلية والأطعمة الجاهزة أو الملابس، لكنها أيضًا تبيع المنازل والسيارات.
وفي يوم العزاب، أكبر حدث للتسوق في الصين هذا العام، حققت مبيعات بلغت أكثر من 3 مليارات يوان، كما أن انتشار فيروس كورونا الذي دفع معظم الصينيين إلى البقاء في منازلهم، ساهم في زيادة عدد المشاهدين لديها بشكل قياسي.
لجأت شركتا «تسلا» الأميركية و«بروكتر أند غامبل» وعارضة الأزياء ميراندا كير، من بين آخرين، إلى Viya وشركتها من أجل تقديمهم إلى السوق الصينية.
وبحسب أحدث الأرقام الصادرة عن شركة «علي بابا» الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية، فإن شركة Viya، التي تلقب بأنها ملكة النظام الإيكولوجي للتسوق عبر الإنترنت الذي تبلغ قيمته 60 مليار دولارًا في الصين، كسبت ما يقدر بـ 30 مليون يوان في عام 2018.
دمار تجارة التجزئة Volume 0% لا شيء من هذا يبشر بالخير بالنسبة لتجارة التجزئة فقد أدى انتشار الفيروس التاجي والانكماش الاقتصادي الذي تلاه إلى انخفاض المبيعات بشكل غير مسبوق.
فوفقًا لتقرير شركة Forrester Research للتحليلات البيانية فإن مبيعات التجزئة انخفضت بنسبة 20% هذا العام، وقدمت شركات كبيرة لتجارة التجزئة والتي من بينها JC Penney و J.Crew و Pier One Imports طلبًا للحماية الإفلاس، ومع عدم وجود لقاح واضح للفيروس في الأفق، ستتأثر هذه التجارة أكثر فأكثر.
وتقول هذه الشابة: «أضع نفسي كشخص يساعد العميل على اتخاذ قرار، أحتاج إلى التفكير في احتياجاتهم»، مضيفة: «على وجه التحديد، طموحي هو تقديم كل ما قد يحتاجه المعجبون والمتابعون، أجراس، سجاد، فرشاة أسنان، أثاث، مراتب، كل شيء».
ويقول بنديكت إيفانز، المحلل المستقل الذي غطى التكنولوجيا من سيليكون فالي ولندن لمدة 20 عامًا: «الأشخاص المؤثرون، والبث المباشر، والهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعية – تلك الأشياء أصبحت أموراً عالمية، ومن الصعب التكهن مقدمًا، لكني أكافح لأقول إن المؤثرين الذين يبيعون الأشياء عبر الإنترنت سيسيطرون على السوق خاصة في الصين».
اترك رد