fbpx

هكذا تحوّل “الصولد” إلى أكبر عملية احتيال

إقبال غير مسبوق للمواطنين على تخفيضات “الصولد” لم نرى له مثيلا في الأعوام السابقة، لدرجة أن الطريق الرابط بين العاصمة والدار البيضاء، شُلت حركته ولساعات في يوم انطلاق عملية “الصولد” الأربعاء، بعد تدفق المواطنين أفرادا وجماعات على مختلف المراكز التجارية، قادمين من مختلف ولايات الوطن. رغم أن كثيرا من التخفيضات لم تكن في المُتناول، أما بعض محلات العلامات المعروفة تحايلت على المشترين، حيث رفعت سعر منتجاتها أياما قبل الصولد ثم أجرت تخفيضات زهيدة عليها.

“الشروق” تنقلت الخميس، الى المركز التجاري لباب الزوار لاستطلاع الحدث، فتفاجأنا بالإقبال الكبير للعائلات، لدرجة لن تجد مكانا لركن سيارتك بعد ساعات من البحث، حيث اضطرّ كثير من المواطنين لركن مركباتهم بالأحياء المجاورة للمركز التجاري، أمّا عن التخفيضات فما لاحظناه لا يعكس أبدا الهدف من هذه العملية، فوجدنا تخفيضات مُغرية وصلت الى 50 بالمائة، ولكن على ملابس لم تعجب زوار المركز، فحسب بعضهم “الصولد شمل الملابس البسيطة التي لاتجذب الاهتمام، وبعضها معروض منذ سنتين بالمحلات ولم يُبع..”.

دخلنا بعض محلات بيع ملابس الماركات العالمية خاصة الفرنسية، فلاحظنا عرضها تخفيضات غالبيتها لم تتعدى الـ 20 بالمائة، لكن الخطير حسبما كشفه لنا أحد الشباب من العاصمة، فهو أعجبه “جاكيت” مُدوّن عليها سعر التخفيض 9 آلاف دج بدل 13 ألف دج، وعندما دخل ليجربها اكتشف تسعيرتها الحقيقية والتي نسي البائع ازالتها وهي 8 آلاف دج، وبالتالي البائع تحايل على الزبائن ورفع الأسعار بدل خفضها..؟. والظاهرة جعلت بعض الشباب يدشنون صفحات فايسبوكية لفضح البائعين المتلاعبين بالأسعار، ووعدت الجهات المختصة بمعاقبتهم في حال تم كشفهم وبالدليل.

ومحلات أخرى طبقت عملية “الصّولد” بحذافيرها، فخفضت الأسعار حتى النصف، فبعض الأحذية الشتوية والتي كانت تباع حتى 4500 دج خفضت حتى 2500 دج. أما الإقبال فحقيقة كان كبيرا جدا، لدرجة شاهدنا تدافعا على تسديد الثمن بأحد المحلات والجميع يحمل أكثر من كيسين للملابس، وهو ما يطرح أسئلة عدة عن التقشف الذي يتحدث عنه الجميع في الجزائر..!

نوال شابة حضرت رفقة صديقتها من ولاية البويرة، ولكن التخفيضات التي وجدتها لم ترتق لما تبحث عنه، وحسب قولها “الملابس التي شملها الصولد لم تعجبني..”، أما راضية من العاصمة فقد ” أغرمت” بمعطف شتوي رأته بالمركز منذ شهر وسعره 9 آلاف دج، فانتظرت حتى يوم الصولد لشرائه أملا في تخفيض ثمنه، لتكتشف أن ثمنه بقي ثابتا، فاضطرت لشرائه حتى لا “يبقى في قلبها” حسب تعبيرها.

رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك مصطفة زبدي

تجارنا لا يملكون ثقافة “الصولد” وغايتهم الربح السريع

أكد رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، تلقيهم شكاوي من المواطنين بخصوص عمليات احتيالية من طرف بعض البائعين، مع انطلاق عملية البيع. وهو أمر مؤسف حسب تعبير المتحدث، ودليل على غياب ثقافة “الصولد” لدى تجارنا، والدليل أن 60 محلا فقط في العاصمة طلبت رخصة البيع بالتخفيض.

وحسب تصريح المتحدث في اتصال مع “الشروق” السبت، فالممارسات الاحتيالية من بعض التجار أثناء موسم “الصولد” تعودنا عليها كل سنة، وهدفها تعويض خسائر السنة بأرباح 6 اسابيع وهي مدة استمرار عملية “الصولد”، وهذه الممارسات لا تشجع ترقية هذه العملية التجارية في بلادنا.. كما يتأسف كون أعوان الرقابة ليس بإمكانهم ضبط جميع المخالفات خلال 6 أسابيع فقط.

رئيس جمعية التجار والحرفيين الطاهر بولنوار:

حجز سلع المحلات المتحايلة في تطبيق “الصولد”

أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج الطاهر بولنوار، أن البائعين المتحايلين في عملية البيع بالتخفيض يتعرضون لعقوبات قد تصل لحجز سلعهم، وفرض غرامات عليهم، ومعتبرا في اتصال مع “الشروق” أن القانون المنظم لهذا النشاط 215-06 الصادر في 18 جوان 2006، يضبط نشاطات البيع بالتخفيض ويُحدد شروطه. وأي مخالف يتعرض الى عقوبات صارمة.

 المصدر: الشروق
تابعوا آخر المقالات عن التجارة الإلكترونية عبر Google newsPhoto of White Beach in Boracay, Philippines
المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع تخيل Takhail لـ التجارة الإلكترونية.