الاستثمار في التطبيقات يبدأ من الشباب
وقال إبراهيم آل شيخ رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات “إن الفرص الاستثمارية في مجال التقنية وخاصة مجال التطبيقات الذكية هي فرص كبيرة وواعدة كون التطبيقات الذكية أصبحت لغة العصر وبيئة التواصل بين المستخدمين وقطاع الأعمال، ونملك في المملكة مهارات وكفاءات ومبتكرين من الشباب، إلا أنهم يحتاجون إلى حاضنات وبيئة جاذبة لهم لإطلاق العنان في هذا المجال، فشباب المملكة قد أسهموا بشكل كبير في رفع هذه الفرص الاستثمارية خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد أن تحولوا بشكل واضح من الاستهلاك إلى تبني ثقافة الإنتاج والابتكار، لذلك من الضروري على الشركات في المملكة المساهمة في دعم الشباب المبدعين والاستفادة من ابتكارهم وإبداعهم والاستثمار فيهم وفي أفكارهم الإبداعية وتحويلها إلى تطبيقات ذكية، إذا أرادت ضمان الاستمرارية في السوق وتطوير أعمالها”.
مشددا على أن الشركات التي ما زالت تنتهج النهج التقليدي في التعامل ستواجه صعوبات كبيرة مستقبلا ما لم تتخذ خطوات جادة للاستثمار في مجال التطبيقات وتوفير خدماتها عبرها، وأكد أن هناك بعض الشركات المحلية التي كانت مهددة بالخروج من السوق بسبب سيطرة الشركات العالمية وتوفير لخدماتها عبر التطبيقات الذكية، وهذا ما دعا الشركات المحلية للاستثمار في مجال التطبيقات وتوفير خدماتها عبر تطبيق ذكي أصبح يمثل الواجهة الرئيسة وحلقة الوصل بينها وبين المستخدمين، الأمر الذي ساعدها على استعادة توازنها في السوق المحلي.
وأوضح أن مجالات الاستثمار في التطبيقات المتنوعة كبيرة جدا خاصة في مجال التطبيقات الخدمية التي يمكن من خلالها حل مشاكل المستخدمين وتسهيل حياتهم.
رفع الحجب والأثر الاقتصادي
وتوقع آل الشيخ أنه بعد قرار وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات برفع الحجب عن التطبيقات الذكية الخاصة بالتواصل الصوتي والمرئي زال جزء كبير من التخوف الذي كان يعتري المبدعين والمبتكرين والشركات المستثمرة في مجال التطبيقات لتطوير تطبيقات خاصة في مجال الاتصالات الصوتية والمرئية، وطالب شركات الاتصالات بتوسيع استثماراتها في مجال التطبيقات واحتضانها وتبنيها ودعمها للمبدعين والمبتكرين في هذا المجال.
تطبيق الفكرة بوابة الاستثمار
من جانبه قال فيصل السيف الخبير التقني “هناك نمو واضح وتوجه في الاستثمار في مجال التطبيقات في المملكة، وهناك فرص استثمارية ضخمة في هذا المجال، إلا أن مستقبل هذا الاستثمار يعتمد على الخروج بأفكار خارج الصندوق لحل مشاكل المستخدمين وتسهيل حياتهم، وقد لا يكون احتواء الفكرة كافيا للحصول على الاستثمار أو الدعم، لذلك على الشباب المبدعين البدء في الابتكار وتطبيق أفكارهم فعليا على أرض الواقع وتحويلها إلى تطبيقات حتى وإن كان ذلك بشكل مصغّر، وبعد تحول الفكرة وتطبيقها على أرض الواقع يتم فتح المجال للاستثمار في هذه الأفكار التي تحولت إلى تطبيقات فعليه ساهمت في حل مشاكل المستخدمين وتسهيل حياتهم، كما حدث مع تطبيقات الموصلات الشهيرة كتطبيق “أوبر” و”كريم”، وحتى تطبيقات التواصل الاجتماعية مثل “فيسبوك”و”تويتر” وغيرها من الشبكات، فقد كانت بدايتها بشكل بسيط حتى جذبت نحوها المستثمرين والشركات الداعمة لتصبح على ما هي عليه اليوم”.
التطبيقات والاقتصاد التعاوني
أكد السيف أن أبرز التطبيقات التي جذبت المستثمرين نحوها هي تطبيقات التجارة الإلكترونية وخاصة تطبيقات التوصيل والطلبات مثل تطبيق “مرسول” و”طلبات” و”هنجر ستيشن” وغيرها الكثير من التطبيقات، التي دعمت من قبل مستثمرين سعوديين، وأشار إلى أن العائد والمردود المالي للاستثمار في مجال التطبيقات الإلكترونية ضخم جدا على المدى القريب والبعيد أيضا، فهناك تطبيقات استطاعت أن تجذب المستخدمين والمستثمرين في وقت قصير جدا. وأكد أن الاستثمارات المختلفة في مجال التطبيقات الذكية خلقت مفهوم الاقتصاد التعاوني أو التشاركي والدخل الإضافي حيث أصبح المستخدمون يمثلون كلا من الزبون ومقدم الخدمة أو المنتج في آن واحد. وتابع السيف ” سيكون الأثر الاقتصادي لهذا الاستثمار كبيرا جدا على المملكة، فعلى سبيل المثال لو تم ابتكار تطبيق اتصالات صوتية ومرئية يتناسب مع المجتمع السعودي، يجمع بين المعايير العالمية والطابع المحلي السعودي، ولا أتحدث فقط عند هذا الحد، بل عدم الوقوف هنا والعمل على التطوير والابتكار والتفكير خارج الصندوق من حيث الأفكار والمزايا والخدمات، فقد نخرج بتطبيق سعودي يعتمد على الطابع المحلي ويتمتع بثقة عالية كونه تطبيقا سعوديا بنكهة محلية وبمعايير أمنية عالية”.
