fbpx

توسع المنصّات الإلكترونية نحو «البقالة» تطوّر جديد يفتح باب التنافسية

توسع المنصّات الإلكترونية نحو «البقالة» تطوّر جديد يفتح باب التنافسية
توسع المنصّات الإلكترونية نحو «البقالة» تطوّر جديد يفتح باب التنافسية

استبعد مسؤولو مبيعات وخبراء في تجارة التجزئة، أن يؤثر توسع منصات التجارة الإلكترونية في خدماتها، ليشمل مجال البقالة، سلباً على منافذ البيع الكبيرة والصغيرة.

وأوضحوا أن التأثير سيكون ضئيلاً على منافذ البيع الكبيرة، خصوصاً على المديين القصير والمتوسط، لافتين إلى أن منافذ البيع الصغيرة تستمد قوتها من مواقعها الجغرافية القريبة من السكان، والسرعة الفائقة في التوصيل، ما يقلل من تأثير ذلك عليها أيضاً.

ورأوا أن توسع منصات متخصصة في التجارة الإلكترونية نحو البقالة، يعد تطوراً جديداً، لكنه متوقع، وسيرفع من التنافسية في أسواق التجزئة، ويتيح بدائل أكثر تنوعاً أمام المستهلكين، لكنه لن يلغي ارتباط المستهلكين بمنافذ البيع بشكل كامل، بل سيجذب فئات جديدة من المتعاملين، ما يتطلب من منافذ البيع المحلية طرح مبادرات مبتكرة، وتوسعاً في العروض، فضلاً عن تطوير منصاتها الإلكترونية حتى تستطيع المنافسة بشكل أكبر، وبما يجعلها صديقة للمستهلك بشكل أكبر وأسهل وأسرع.

تأثير ضئيل

وتفصيلاً، قال رئيس الاتحاد التعاوني الاستهلاكي رئيس مجلس إدارة «تعاونية الاتحاد»، ماجد حمد رحمة الشامسي، إن دخول منصات التجارة الإلكترونية مجال بيع البقالة، سيكون له تأثير ضئيل على منافذ البيع الكبيرة، خصوصاً على المديين القصير والمتوسط.

وأرجع الشامسي ذلك إلى الطبيعة الخاصة للمواد الغذائية التي تجعل من الصعب تحول شرائها كلياً أو جزء كبير منها عبر الإنترنت «أونلاين»، نظراً لرغبة المستهلكين في التحقق من مواصفاتها قبل الشراء.

وأكد أنه سيظل للتسوق التقليدي أهميته عموماً، لاسيما أنه يعد جزءاً رئيساً من زيارة المراكز التجارية، لافتاً إلى أن شركات ومنصات التجارة الإلكترونية العالمية نفسها تفتتح حالياً آلاف الفروع على «الأرض» في العديد من دول العالم، لقناعتها بأهمية التسوق التقليدي، ومن أنه مستمر ولن يندثر.

منافسة صعبة

ولفت الشامسي إلى أن المنافسة بين منافذ البيع المحلية وشركات التجارة الإلكترونية العالمية بشكل خاص صعبة، نظراً لرأس المال الكبير لهذه الشركات، وضخها ملايين الدولارات في السوق بشكل متواصل.

وشدد على ضرورة تطوير منافذ البيع المحلية منصاتها الإلكترونية بشكل كبير وسريع حتى تستطيع المنافسة بشكل أكبر، وبما يجعلها صديقة للمستهلك بشكل أكبر وأسهل وأسرع.

ونوه الشامسي إلى أن المنصات الإلكترونية لمنافذ البيع عموماً شهدت تطوراً خلال الفترة الماضية، وأصبحت أكثر سهولة في الاستخدام، وأسرع في التوصيل، مبيناً أنه لا يمكن القياس على فترة ذروة جائحة «كوفيدـ19» التي كانت مؤقتة، وتضاعفت فيها الطلبات، ما دفع منافذ البيع للاستعانة بشركات توصيل لدعم منصاتها.

تحفيز الثقة

من جانبه، قال مسؤول المبيعات في منفذ بيع كبير بأبوظبي، حفيظ خان، إنه من غير المتوقع حدوث تأثير كبير على منافذ البيع على المدى القصير من توسع المنصات الإلكترونية في خدماتها، لتشمل توصيل البقالة.

وأوضح أنه على الرغم من تصاعد التسوق الإلكتروني بشكل غير مسبوق خلال ذروة الجائحة، فإن مبيعات منافذ البيع شهدت أيضاً، وفي الفترة ذاتها، زيادات متفاوتة، سواء من خلال منافذها التقليدية أو منصاتها الإلكترونية.

وشدد خان على أن ذلك لا يعني عدم تطوير منافذ البيع منصاتها الإلكترونية بشكل كبير، لجعلها أكثر سهولة وأسرع، وذلك لأن المستقبل يشير إلى تطور كبير في التسوق الإلكتروني.

ودعا منافذ البيع إلى تحفيز ثقة المستهلكين بها، والولاء لها، من خلال طرح تخفيضات وعروض لا يمكن مجاراتها من جانب المنصات الإلكترونية، والتركيز على ابتكار منتجات جديدة خاصة بها، وتحسين طرق العرض بشكل مستمر.

الحاجة للتطوير

في السياق نفسه، استبعد خبير شؤون التجزئة، الرئيس التنفيذي السابق لجمعية أبوظبي التعاونية، إبراهيم البحر، أن يؤثر دخول منصات التجارة الإلكترونية مجال البقالة سلباً على منافذ البيع الكبيرة والصغيرة في الدولة، وإن كان التأثير سيكون أكبر على منافذ البيع الكبيرة، بحكم أن «الصغيرة» تستمد قوتها من مواقعها الجغرافية القريبة من السكان، والسرعة الفائقة في التوصيل، ما يقلل من تأثير ذلك عليها.

ورأى البحر أن منافذ البيع، خصوصاً الكبيرة، لاتزال بحاجة إلى تطوير نفسها بسرعة سواء عبر الـ«أونلاين»، أو عبر مواقعها الجغرافية، لافتاً إلى منصات إلكترونية خاصة في منافذ بيع لاتزال تحتاج فترة طويلة تراوح بين خمسة وسبعة أيام لتوصيل البضائع إلى المستهلكين، في وقت نجحت فيه منصات إلكترونية في التوصيل في اليوم نفسه، أو خلال اليوم التالي على أقصى تقدير.

وطالب البحر منافذ البيع المحلية بتطوير منصاتها الإلكترونية وخدماتها عبر الهاتف بشكل عاجل، لزيادة سرعة التوصيل، وتوسيع نطاق خدماتها، بحيث تغطي كافة السلع والمنتجات التي يحتاجها المستهلكون، فضلاً عن زيادة عروض التخفيضات في فروعها الأصلية، وعبر منصاتها الإلكترونية، لتكون عروضاً قوية ومنافسة.

وقال إن المنافسة تعمل على تحسين الخدمة وزيادة الجودة والكفاءة، ما يصب في مصلحة المستهلكين دائماً.

تطور رقمي

من جهته، قال مدير إدارة الاتصال المؤسسي في «مجموعة مراكز اللولو التجارية»، ناندا كومار، إن توسع منصات التجارة الإلكترونية في أقسام البقالة يعد من متغيرات التطور الرقمي الذي سيرفع من التنافسية في قطاع تجارة التجزئة، لكنه لن يهدد دور منافذ البيع التقليدية التي تقدم تجربة تسوق مختلفة للمستهلكين.

وأضاف أنه يمكن للمنصات الإلكترونية أن تستقطب عبر عمليات التوسع فئات جديدة من المستهلكين، لافتاً إلى أن ذلك دفع منافذ بيع ومنها «اللولو» إلى تطوير منصاتها الإلكترونية، وزيادة قنوات التوصيل لمنتجاتها.

وأوضح أنه على الرغم من أن شرائح مختلفة من المستهلكين سيظل لديها ولاء وارتباط بعمليات التسوق التقليدي من منافذ البيع كنمط حياتي في المجتمع، فإن هذا لا يمنع منافذ البيع من تطوير أدواتها، وإتمام عمليات التحول الرقمي لديها، بإنشاء منصات موازية، إضافة إلى الاعتماد بشكل أكبر على خطط الابتكار في التجارة، باعتباره ضرورة مستقبلية لمواكبة المتغيرات التنافسية في القطاع.

تنافسية وبدائل

إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي لمراكز مجموعة «أسواق» التابعة لـ«مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية»، عبدالحميد الخشابي، إن توسع منصات التجارة الالكترونية في أقسام البقالة، وإنشاء ما يشبه منافذ سوبرماركت افتراضية، سيكون له انعكاسات قوية على زيادة التنافسية في أسواق تجارة التجزئة المحلية، وإتاحة بدائل وخيارات أكثر تنوعاً أمام المستهلكين.

وتابع الخشابي: «من الممكن أن تكون منافذ بيع السوبرماركت المتوسطة والصغيرة أكثر الجهات التي ستتعرض لتحديات المنافسة المقبلة، إلا أن المرحلة المقبلة عموماً تتطلب من منافذ البيع العاملة في قطاع التجزئة، الاعتماد بشكل أكبر على آليات الابتكار، والتطوير، والاهتمام بوسائل التحول الرقمي والخدمات الذكية، كما أن على منافذ البيع المتوسطة والصغيرة، التوسع بشكل أكبر في طرح العروض الترويجية، والتخلي عن هوامش الربح الكبيرة، للحفاظ على المستهلكين، والمنافسة لاستقطاب عدد جديد من المتعاملين، لاسيما مع زيادة بدائل وقنوات التسوق في القطاع».

ولفت إلى أن «أسواق» عملت خلال الفترة الأخيرة على تطوير منصاتها الإلكترونية والتعاون مع جهات عدة لترويج وتوصيل منتجاتها، وهو ما يواكب متغيرات القطاع في زيادة قنوات التوزيع.

تطور متوقع

أما مدير الإمداد وترويج البضائع في «تعاونية الشارقة»، راشد بن هويدن، فقال إن توسع منصات التجارة الإلكترونية في أقسام البقالة، يعد تطوراً جديداً، لكنه متوقع في الأسواق، لافتاً إلى أن ذلك دفع «تعاونية الشارقة» للاستعداد منذ فترة لمواكبة متغيرات السوق، وهو ما ظهر من خلال تطوير منصتها الإلكترونية، وطرح وسائل جديدة للتسوق عبر تطبيق «واتس أب» للأعمال.

واتفق بن هويدن في أن المنصات الإلكترونية ترفع التنافسية في القطاع، وتتيح خيارات متعددة للمستهلكين، إلا أنه لن يكون لها تأثيرات حادة تهدد وجود منافذ البيع التقليدية، خصوصاً التي تواكب المتغيرات الجديدة بخطط تطويرية مستمرة.

وتابع: «منافذ البيع التقليدية لاتزال خياراً مهماً لدى فئات عدة من المستهلكين، خصوصاً العائلات، كما أن المنصات الالكترونية على الرغم من أنها لا تتحمل تكاليف تشغيلية مثل العمالة والإيجارات، بشكل مماثل للمتاجر التقليدية، فإن لها كلفتها التشغيلية الخاصة المتعلقة بالمستودعات، وأساطيل التوصيل اللوجستية لممارسة عملها».

ولفت إلى أن عدداً من المنصات الإلكترونية تتوسع بمنتجات البقالة من خلال التعاون مع منافذ بيع وجمعيات تعاونية، ولذلك تظل التنافسية في أطر محدوده حالياً في الأسواق، لكن ذلك لا يمنع المنافذ من الاستمرار في تطوير وسائل عملها.

السوق العالمية والاستثمارات

رأى الرئيس التنفيذي لشركة «باويك» للتطبيقات الإلكترونية، راجيف لي، أنه لا تأثير على منافذ البيع الكبيرة والصغيرة في الدولة على المدى القصير، نظراً لحاجة الشركات العالمية مثل «أمازون» إلى تجهيز بنية تحتية، وإقامة مراكز توزيع لمواد البقالة الطازجة في إمارات الدولة، وهو ما يحتاج وقتاً طويلاً، لاسيما أن أوضاع السوق العالمية ليست جيدة بعد جائحة «كوفيد-19»، ومن الصعوبة للشركات الكبرى ضخ استثمارات ضخمة خلال فترة قصيرة.

وتوقع أن يكون التأثير كبيراً على منافذ البيع الكبرى، بعد تجهيز البنية التحتية اللازمة للشركات العالمية، خصوصاً أن الجائحة دفعت المستهلكين إلى استخدام المنصات الإلكترونية في التسوق، واكتشفوا أنها سهلة الاستخدام، وتتمتع بكفاءة عالية.

ودعا منافذ البيع إلى تطوير منصاتها، وجعلها أسهل في الاستخدام وأسرع في التوصيل، فضلاً عن عقد شراكات مع منصات التسوق الإلكتروني الصغيرة، لتلبية الطلب بسرعة، لافتاً إلى أن منصات العديد من منافذ البيع تحتاج 48 ساعة على الأقل، لتوصيل الطلبات، بينما تستطيع العديد من الشركات الكبرى التوصيل خلال ساعات قليلة.

«كارفور الإمارات»: متفائلون بالإقبال على التسوق الإلكتروني

قال مدير «كارفور الإمارات» لدى «ماجد الفطيم للتجزئة»، فيليب بجييون، إن الشركات التي لا تمنح الأولوية في توفير خدماتها عبر الإنترنت، ستواجه صعوبة في المنافسة، لافتاً إلى أن انتشار جائحة «كوفيدـ19» عمّقت من هذا الأمر في ظل العدد الكبير من المتعاملين الذي اختاروا التسوق عبر الإنترنت.

وأضاف: «لايزال 36% من المتعاملين الجدد عبر الإنترنت يفضلون التسوق إلكترونياً، على الرغم من رفع قيود الحركة، واختتام برنامج التعقيم الوطني».

وتابع: «يدل التوسّع في تقديم خدمات توصيل البقالة من قبل منصات التجارة الإلكترونية على حاجة وإقبال كبيرين على هذه الخدمات، ما يعد مصدر تفاؤل بالنسبة لنا، بفضل اطلاقنا خدمات عدة في الأشهر الأخيرة، لتلبية الطلب المتزايد على التسوق الإلكتروني، من أهمها خدمة (استلمها بنفسك)، التي تتيح للمتعاملين استلام طلباتهم المنجزة عبر الإنترنت بأنفسهم من متاجر (كارفور) التي يختارونها»، لافتاً إلى أن الخدمة أطلقت في مركز دبي المالي العالمي أخيراً، وهي مزوّدة بـ«روبوت» يسلم الطلبات للمتعاملين.

وأشار كذلك إلى توسيع خدمة «Scan & Go» التي تتيح للمتعاملين خدمة ذاتية تامة، بما فيها دفع ثمن مشترياتهم إلكترونياً بأنفسهم، دون الحاجة لمساعدة فريق عمل «كارفور».

وذكر بجييون أن مراكز «كارفور» شهدت في الشهور الماضية إقبالاً كبيراً على التسوّق الإلكتروني، لافتاً إلى افتتاح مركز جديد لتلبية الطلبات عبر الإنترنت في منطقة القرهود بدبي، ويعتبر الأكبر من نوعه لدى «كارفور»، إذ سيتولى تلبية ما يصل إلى 3000 طلب يومياً، وسيزيد من قدرته تدريجياً حتى تصل إلى 5000 طلب يومياً.

التوسع في العروض

قال مسؤول المبيعات في سلسلة محال سوبرماركت في الشارقة، محمد بشير، إن معظم منافذ بيع الـ«سوبرماركت» المتوسطة، أصبحت أكثر تركيزاً خلال الفترة الأخيرة على سياسات التوسع بالعروض، لدعم تنافسيتها، في مواجهة تطور منصات التجارة الإلكترونية ومنافذ البيع الكبرى، وبالتالي فإن منافذ بيع السوبرماركت التي ستتخلف عن تطوير آليات عملها لمواكبة السوق ستكون الأكثر تأثراً.

منتجات وخدمات مبتكرة

رأى خبير شؤون التجزئة، ديفي ناجبال، أن توسع المنصات الإلكترونية لا سيما العالمية في مجال البقالة سيكون له تأثيرات على منافذ البيع المحلية الكبيرة والصغيرة، لافتاً إلى أن قوة التأثير تعتمد على مدى قدرة منافذ البيع على تطوير نفسها بشكل سريع خلال الفترة المقبلة، وتعظيم ثقة المستهلك بها، مقارنة بالمنصات الإلكترونية الجديدة.

وأكد ناجبال أهمية توسع منافذ البيع في إقامة منصات تسوق إلكتروني تتميز بالسهولة، والتواصل السلس مع المتعاملين، وسرعة توصيل البضائع على أن تشتمل على جميع البضائع، بما فيها الغذائية، مع زيادة عروض التخفيضات الحقيقية، وطرح منتجات وخدمات مبتكرة لا تستطيع المنصات المنافسة فيها.

توسع المنصات الإلكترونية يرفع التنافسية ويتيح بدائل أكثر تنوعاً للمستهلكين.

تابعوا آخر المقالات عن التجارة الإلكترونية عبر Google newsPhoto of White Beach in Boracay, Philippines
المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع تخيل Takhail لـ التجارة الإلكترونية.