fbpx

تعرف على رحلة “بيتكوين” من عملة رقمية محاطة بالشكوك إلى “ذهب رقمي”

تعرف على رحلة "بيتكوين" من عملة رقمية محاطة بالشكوك إلى "ذهب رقمي"
تعرف على رحلة "بيتكوين" من عملة رقمية محاطة بالشكوك إلى "ذهب رقمي"

– ما هي بيتكوين؟

عملة رقمية أسسها، عام 2008، شخص مجهول، وليس لديها غطاء من الذهب كالعملة النقدية، ويتم التعامل بها من خلال أكواد يتحكم بها ذلك المجهول الذي أطلق على نفسه “ساتوشي ناكاموتو”.

– إلى أين وصلت أسعار بيتكوين؟

تجاوزت حاجز الـ56 ألف دولار بحلول السبت 20 فبراير.

– ما هو مستقبل بيتكوين؟

هناك من يقول إنها ستصبح احتياطات في البنوك المركزية، وهناك من يقول إنها مجرد فقاعة ستنتهي فجأة.

بعد 13 عاماً من ظهورها وصلت عملة البيتكوين الرقمية إلى مستوى تاريخي بعدما تجاوزت حاجز الـ56 ألف دولار بحلول السبت 20 فبراير، مدعومة بعمليات شراء وترويج من أثرياء العالم وشركاته العملاقة.

وزادت العملة المشفرة، التي ظهرت في 2008 وكان سعرها 6 سنتنات، أكثر من 72% منذ بداية العام الجاري، ارتفاعاً من 28.8 ألف دولار للوحدة الواحدة في ختام جلسات عام 2020.

وتحققت معظم مكاسبها بعد إعلان شركة صناعة السيارات الكهربائية “تسلا” أنها اشترت ما قيمته 1.5 مليار دولار من العملة الرقمية، وأضافت تسلا أنها ستقبل كذلك السداد بهذه العملة.

غير أن “تسلا” هي الأحدث فقط بين سلسلة من عمليات الاستثمار الكبيرة التي قفزت بالبيتكوين من عمليات التمويل الهامشية إلى ميزانيات الشركات ومكاتب التداول في وول ستريت، حيث بدأت شركات ومديرو أموال تقليديون في الولايات المتحدة شراء هذه العملة بقيم كبيرة.

توسع مستمر

وفي الأسبوع الماضي، أعلن رئيس شركة تويتر جاك دورسي، وقطب موسيقى “الهيب هوب” جاي زد، خططاً لإنشاء صندوق للبيتكوين معاً.

وقبل ذلك، تعهدت شركة ماستركارد بقبول العملات المشفرة في شبكة مدفوعاتها، وقالت إنها تجري اتصالات مع بنوك مركزية تعمل على عملات رقمية خاصة بها.

وفي أكتوبر الماضي أطلقت شركة “باي بال” العملاقة للدفع الإلكتروني خدمة “للمشتريات والدفع” بالعملة المشفرة، في حين أعلنت “سكوير” لخدمات الدفع استثمارها 50 مليون دولار في البيتكوين.

وحاولت شركات كندية وأمريكية من دون جدوى، في السنوات الأخيرة، إطلاق صناديق مماثلة للبيتكوين.

وبلغ عدد الوحدات المتداولة من العملة الافتراضية الأشهر في السوق العالمية حتى منتصف فبراير الجاري، 18 مليوناً و624 ألف وحدة من أصل 21 مليوناً، هو إجمالي عدد الوحدات المتاحة للبيع والتداول.

ويصل عدد العملات الرقمية المشفرة حول العالم إلى نحو 4493، بقيمة سوقية تتجاوز 1.380 تريليون دولار. وتستحوذ البيتكوين على الحصة الأكبر منها بمقدار 62.6%، بقيمة تناهز 900 مليار دولار.

وشهدت العملة الرقيمة طفرة في الأسعار منذ 2017، بسبب عمليات الطلب القوية المدفوعة بتزايد المخاوف من أن تطيح بيتكوين بالعملة النقدية.

وواصل إيلون ماسك، الذي كان يتصدر قائمة أغنياء العالم حتى الأسبوع الماضي، دعمه للعملة الرقمية، فقال (الجمعة 19 فبراير) إن حيازتها أفضل قليلاً من حيازة النقد التقليدي، مضيفاً: “هذا الفارق الطفيف يجعلها أصلاً أفضل”.

وقال ماسك في تغريدة، “لكن حين يكون للعملة الإلزامية سعر فائدة حقيقي سلبي، فإن الأحمق فقط هو الذي لن يتطلع لمكان آخر”، مضيفاً: “البيتكوين تقريباً.. مثل المال الإلزامي، الكلمة الأساسية هنا ‬تقريباً”.

ذهب رقمي

ويرى مهنيون في هذا القطاع، مثل رئيس منصة “بيتباندا” لبيع العملات المشفرة الأوروبية، إيريك ديموث، أن القضية سُويت، وأن عملة البيتكوين صارت تمثل “ذهباً رقمياً جديداً” يقبل عليه المستثمرون الراغبون في تنويع أصولهم وحماية أنفسهم من التضخم، مضيفاً: “قريباً، سنجد عملات البِيتكوين في احتياطيات البنوك المركزية”.

بالمقابل، نقلت شبكة “الجزيرة” عن الباحث ماتيو بوفار، من كلية الاقتصاد في جامعة تولوز الفرنسية قوله: “إنها أصول متقلبة جداً، وهو أمر محفوف بالمخاطر، ولكن في الوقت نفسه، مرت 10 سنوات منذ أن قلنا إن البيتكوين ستنهار وها هي ما زالت موجودة”.

بيتكوين هي عملة افتراضية، صممها شخص مجهول الهوية يعرف بـ”ساتوشي ناكاموتو”، تشبه نوعاً ما العملات المعروفة من الدولار واليورو، لكنها تختلف في وهميتها، أي تعاملاتها على الإنترنت حصراً وليس لها وجود مادي.

وتكون التعاملات المالية للعملة من خلال حصالات (محفظات نقود) وغرف مظلمة في الإنترنت حصراً، ولا يُعرف لمن تعود ملكية تلك الحصالات، كما توضع في رصيد وهمي، مع إمكانية مزاولة عمليات البيع والشراء بها من خلال الإنترنت فقط.

أما تداولات العملة فتكون بواسطة بيع “أكواد” لمن يتعامل بها أو يمتلكها؛ لأنها افتراضية على أرض الواقع، وفي حال أراد شخص ما بيع حاجة معينة أو شراءها فإنه يُعطى “كود” عدد من العملات تكون ملكاً له، رغم عدم معرفته بمن يتحكم بهذه الأكواد وهل فعلاً تعود ملكيتها له.

ولا ترتبط العملة بموقع جغرافي محدد للتعامل بها، ويُعمل بها خارج ضوابط الحكومات والبنوك، ولا تخضع لقوانين التضخم؛ لأنها محدودة من ناحية العدد، حيث وضع “ساتوشي ناكاموتو” خطة لإنتاج 21 مليون عملة بحلول عام 2140، بحسب دراسة نشرها معهد “ذا ميلكنت إنسيتتيوت” عام 2015.

ويعطي عدد العملة المحدود قيمة سوقية كبيرة لها، كما تعتبر عملة قابلة للتقلبات الآنية والمفاجئة؛ لكونها غير مستقرة لحد الآن، وليس لها غطاء حتى الآن.

وبحسب خبراء اقتصاديين تتميز البيتكوين بإيجابيات عدة؛ من بينها توفير الخدمات المالية لفئة من الناس ليس لديها إمكانية الحصول على الخدمات المصرفية في غالبية البلدان باستثناء أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، هناك أكثر من 70% من الأشخاص الذين ليس باستطاعتهم الوصول إلى الخدمات المصرفية.

ويرتبط الأمر الثاني بمكافحة الغش؛ إذ إنها تعتبر آمنة للزبائن، من حيث عدم القدرة على سرقة البيانات الشخصية، أما المعاملات المالية فلا يمكن إلغاؤها من قِبل الزبون، ما يعتبر آمناً للتجار.

بالإضافة إلى كل ذلك تعتبر العملة الافتراضية أول حل للدفع في العالم، ما يؤثر إيجابياً على التجارة الإلكترونية؛ إذ لا يتم تطبيق رسوم التحويل والمعاملات المالية في هذا السيناريو.

الموقف الدولي

وكانت ألمانيا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعترف بـ”البيتكوين”، حتى 2017، وكانت تُخضع عمليات التبادل به للضريبة، وتستفيد من تداولها على أراضيها.

كما افتتحت إمارة دبي في عام 2014 صرافات خاصة للعملة الإلكترونية، وسمحت بالتداول بها.

أما اليوم فإن قائمة المعترفين بالعملة الرقمية تضم الولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا، والمكسيك، ونيكاراغوا، وكوستاريكا، وقيرغيزستان، وقبرص، والإمارات العربية المتحدة، و”إسرائيل”، واليابان، وسويسرا، ومالطا.

في المقابل فإن دولاً أخرى تحظر التعامل بالبيتكوين، وهي تضم: الجزائر، وبوليفيا، والإكوادور، وبنغلادش، ونيبال، وكمبوديا، وإندونيسيا، وباكستان، والصين، وآيسلندا.

ولا تحدد بقية دول العالم موقفاً واضحاً من العملة الرقمية حتى الآن، وإن كان هناك من يصدر تحذيرات من التعامل بها.

وكانت السعودية من بين الدول التي حذرت من التعامل بها، ففي يوليو الماضي جددت مؤسسة النقد العربي السعودي تحذيرها من التعامل بالعملة الإلكترونية الافتراضية؛ لكونها خارج المظلة الرقابية داخل المملكة.

على الرغم من ذلك شهدت السنوات الثلاث الماضية تغيراً في الموقف الخليجي، حيث بدأ مواطنو مجلس التعاون الإقبال على التعامل بالعملة الرقمية، وأسست دولة قطر سوقاً لتداولها تحت اسم “آي دينار”، فضلاً عن بروز الإمارات كأحد أكبر المستثمرين بها.

وفي السعودية عقد البنك المركزي اتفاقية مع شركة المدفوعات الرقمية “ريبيل”، وأصدر بنك البحرين المركزي عملات مشفرة ستحمل اسم “كوين مينا”.

مع ذلك يحذر خبراء طوال الوقت من أن صعود بيتكوين قد يكون مجرد “فقاعة” ستنتهي قريباً؛ لعدم وجود غطاء مالي لها كالذهب أو الدولار، بالإضافة إلى عدم ترحيب العالم بها بشكل كبير حتى اللحظة.

تابعوا آخر المقالات عن التجارة الإلكترونية عبر Google newsPhoto of White Beach in Boracay, Philippines
المؤسس و الرئيس التنفيذي لموقع تخيل Takhail لـ التجارة الإلكترونية.