رغم تطمينات وزير المالية عبد الرحمن راوية الذي أكد أن سعر صرف الدينار سيبقى مستقرا أمام الدولار وبقية العملات الصعبة إلى غاية سنة 2020، ولن يشهد انخفاضا، إلا أن العملة الوطنية تعرف تقهقرا يوميا على مستوى شبابيك البنوك، يكتشفها الجزائري كل صباح بمجرد قراءة مؤشرات سعر الصرف، حيث بلغ أمس سعر الأورو أمام الدينار الجزائري 135.38 دينار بالسوق الرسمية.
ووفقا لمؤشرات تحويل العملة على مستوى البنوك، انخفض الدينار أمام كل من الدولار، حيث يعادل سعر صرفه 115.10، بعد ما كان لوقت قريب يساوي 109 دينار، في حين ارتفع سعر صرف الأورو إلى أزيد من 135 دينار بعد ما كان الأسبوع الماضي يعادل 133 دينار، وقبل بضعة أسابيع لا يتجاوز الـ121 دينار، في حين انهارت العملة الجزائرية حتى أمام الجنيه البريطاني، الذي تقهقر أمام العملات الأخرى عقب انسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، ويعادل اليوم سعر “البوندا” البريطانية 151.81 دينار بعد ما كان قبل 3 أشهر يعادل 139 دينار، كما تراجع الدينار الجزائري أمام الريمنبي، أو اليوان الصيني والدولار الكندي إلى 18.34 و91.01 على التوالي، في حين كان يساوي 15.46 و76 دينارا.
ويأتي ذلك وسط حالة من عدم الاستقرار للدينار أمام العملة الصعبة على مستوى سوق بورسعيد لتحويل العملة، أو ما يعرف بسوق “السكوار” وبقية المناطق الموازية لتحويل “الدوفيز” بكافة ولايات الوطن، حيث يتجاوز منذ أزيد من شهر سعر صرف الدينار أمام الأورو، 200 وحدة مقابل العملة الأوروبية، وهو السعر الأعلى على الإطلاق منذ سنوات، وتزامن ذلك مع قرار بنك الجزائر بطبع النقود لتوفير السيولة الموجهة للاستثمار.
ويؤكد عضو لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني شريفي أحمد لـ”الشروق” أن أعضاء اللجنة وخلال لقاء مع وزير المالية عبد الرحمن راوية قبل يومين تلقوا ضمانات وتعهدات منه بأن الأموال المطبوعة ستوجه فقط للاستثمار وليس للأكل والشرب ونفقات التسيير، مشددا على أن بنك الجزائر ينام على الإجراءات والميكانيزمات المناسبة للحفاظ على استقرار العملة الوطنية.
