أكد سعادة جمعة محمد الكيت وكيل وزارة الاقتصاد المساعد لشؤون التجارة الخارجية أن توظيف التقنيات المتقدمة ومواكبة أحدث الاتجاهات العالمية المؤثرة في دفع عجلة النمو هما من المرتكزات الرئيسية التي تقوم عليها السياسات الاقتصادية للدولة والمستمدة من محددات ” رؤية الإمارات 2021 ” التي تقوم على إرساء دعائم اقتصاد تنافسي عالمي متنوع مبني على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا والبحث العلمي بقيادة كفاءات وطنية متمكنة من أدوات التنمية التي يتطلبها عالم الأعمال المعاصر.
وقال سعادته – في الكلمة التي ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر “طريق الحرير عبر الإنترنت” الذي عقد أمس ضمن فعاليات معرض “إكسبو الصين والدول العربية ” المنعقد في مدينة ينشوان عاصمة مقاطعة نينغشيا شمال غرب الصين ويستمر حتى يوم غد – إن المؤتمر يمثل منصة رائدة لدعم تلك الجهود عبر نافذة التجارة الإلكترونية التي باتت تحظى بأهمية متزايدة وتعد محركا بارزا من محركات النمو الاقتصادي المعاصر بما تتيحه من مفاهيم وممارسات ديناميكية حديثة لتنمية التجارة الثنائية والدولية بالاستفادة من التطور المستمر في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
وأكد الكيت أن دولة الإمارات تدرك أهمية “التجارة الإلكترونية” كرافد رئيسي جديد للنهضة الاقتصادية بما تتميز به من سمات تفضيلية عديدة بدءا من توفير الجهد والوقت والتكلفة وصولا إلى قدرتها على التحرر من قيود الجغرافيا والتقليل من أعباء البيروقراطية الأمر الذي يجعلها وسيلة ديناميكية للنمو والتوسع في الأنشطة التجارية وخاصة لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة والقطاع الصناعي وقطاع تجارة السلع والخدمات بشقيها الداخلي والعابر للحدود فضلا عن دورها المتنامي كمحور استراتيجي جديد لتوطيد التعاون التنموي مع الشركاء وفي مقدمتهم جمهورية الصين الشعبية التي أثبتت ريادتها العالمية في هذا القطاع الحيوي.
وأضاف أنه من هذا المنطلق عملت الإمارات على تطوير قطاع التجارة الإلكترونية بصورة مستمرة وتزويده بإطار تشريعي وتنظيمي حديث يدعم نموه المستدام.
ولفت إلى تضافر جهود مختلف الجهات الحكومية المعنية بالتعاون الوثيق مع القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية في الدولة لتعظيم الفائدة الاقتصادية المرجوة من تقنيات الإنترنت الحديثة مثل الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة والأمن السيبراني في مسعى لتعزيز ريادة الإمارات في منظومة التجارة الإلكترونية والدولية والارتقاء بمكانتها التنافسية المرموقة في المشهد الاقتصادي العالمي عموما.
وأشار وكيل وزارة الاقتصاد المساعد لشؤون التجارة الخارجية إلى أن النتائج البارزة التي حققتها دولة الإمارات في العديد من المؤشرات المتعلقة بهذا المجال عكست تلك الريادة والتنافسية بصورة عملية فقد تصدرت الإمارات سائر دول المنطقة من حيث القيمة السوقية لقطاع التجارة الإلكترونية بقيمة بلغت تقريبا 2.8 مليار دولار خلال العام الماضي ويتوقع أن ترتفع في عام 2020 لتصل إلى 8.1 ملياردولار وهي تستحوذ على أكثر من ثلث إجمالي معاملات التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقال إن دولة الإمارات تبوأت المرتبة الأولى إقليميا و18 عالميا ضمن أكثر الدول تنافسية في المؤشر العالمي للتنافسية الرقمية لعام 2017 والمرتبة الأولى عربيا و26 عالميا في مؤشر الجاهزية الشبكية لعام 2016 وكذلك المرتبة الأولى عربيا و35 عالميا في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2017 .. فضلا عن المرتبة الأولى عربيا و23 عالميا في مؤشر تمكين التجارة لعام 2016 .
وأضاف أن الدولة تحتل المركز الأول عربيا و19 عالميا في صادرات وواردات السلع حسب تقرير احصاءات التجارة الدولية 2017 والصادر عن منظمة التجارة العالمية.
وأكد أن دولة الإمارات حرصت على استشراف المستقبل برؤية واضحة كأساس لصوغ السياسات التنموية ومن هنا حددت الاستراتيجية الوطنية للابتكار في الدولة قطاع التكنولوجيا باعتباره أحد سبعة قطاعات رئيسية مرشحة لقيادة مسيرة التقدم القائمة على الابتكار والمعرفة.
وأضاف الكيت أن هذا التوجه أثمر عن نجاح الإمارات في توفير بيئة خصبة للتجارة الإلكترونية ما جعلها وجهة إقليمية ودولية جاذبة في هذا المجال ولعل خير مثال على ذلك نجاحها في استقطاب عدد من الشركات العالمية الرائدة في هذا القطاع إلى سوق التجارة الإلكترونية والذكية في الإمارات ومن أبرزها مجموعة “علي بابا” الصينية المرموقة ومنصة “أمازون” الأشهر عالميا.
ودعا سعادته المهتمين بهذا القطاع الصاعد على مستوى المنطقة والعالم إلى استكشاف الفرص والإمكانات الواعدة التي توفرها دولة الإمارات لهذا النشاط الاقتصادي الذي يواكب روح العصر وتطلعات المستقبل
وذكر أن هذا أحد القواسم المشتركة المهمة مع الرؤية التي تتبناها جمهورية الصين الشعبية ولا سيما منطقة نينغشيا التي حققت خبرة كبيرة وريادة مهمة في هذا الصدد الأمر الذي يفتح أمام بلدينا آفاقا واسعة لتطوير التعاون في هذا المجال بعد أن قطع الجانبان بالفعل شوطا مهما في هذا المسار كانت آخر محطاته توقيع مذكرة تفاهم خلال شهر مايو الماضي لتعزيز طريق الحرير عبر الإنترنت من خلال الربط المعلوماتي بين الجهات المختصة في الجانبين.
وأكد حرص دولة الإمارات على دعم مبادرة “طريق الحرير عبر الإنترنت” باعتبارها جزءا مهما من الأجندة التنموية الواسعة لمبادرة “الحزام والطريق”.
وأشار إلى أن مخرجات هذا المؤتمر + الذي جمع تحت مظلته نخبة متميزة من صناع القرار والخبراء العالميين – ستسهم في تبادل أفضل الخبرات والمعارف لتحديد سبل المضي قدما في هذه المبادرة بما تتضمنه من بناء وتمكين شبكات المعلومات ومراكز الحوسبة السحابية ومنصات التجارة إلكترونية عبر مختلف دول طريق الحرير الجديد على نحو يعود على الجميع بالفائدة المرجوة من توسيع الأنشطة الاقتصادية والتجارية على الإنترنت.
وتوجه سعادة جمعة محمد الكيت بالشكر الجزيل إلى حكومة جمهورية الصين الشعبية وحكومة منطقة نينغشيا على دعوتهم الكريمة لدولة الإمارات للمشاركة في هذا المحفل الدولي وكذلك جميع الجهات التي ساهمت في تنظيم هذه الفعالية الرائدة.
وضمت قائمة المتحدثين في مؤتمر “طريق الحرير عبر الإنترنت” .. جيانج زوهانج نائب رئيس اللجنة الدائمة للحزب الشيوعي الصيني عن مقاطعة نينغشيا وزاهونج رانجون نائب وزير إدارة الفضاء السيبراني في الصين وزاهو يونجنج عضو الحزب الشيوعي الصيني عن مقاطعة نينغشيا.
كما ضمت القائمة .. نائب رئيس مجموعة علي بابا الصينية و نائب رئيس شركة هاوواي العالمية ونائب رئيس الهيئة الفيدرالية الصينية للوجستية والمشتريات والمدير التنفيذي لقطاع المشتريات في وزارة التجارة الصينية والمدير التنفيذي لشركة اشيوان للتعاون الدولي ونائب رئيس مجموعة انسبور في الصين.
واستعرض المتحدثون خلال المؤتمر تطور العلاقات بين جمهورية الصينية الشعبية والدول العربية في ظل مبادرة “طريق واحد .. حزام واحد” .. مؤكدين أن هذا العلاقات تصب نحو تحقيق التنمية الشاملة للجميع.
اترك رد